إحتفال إذاعة تونس الثقافية بعشريّتها

هدى بن الحاج سالم
8 juin 2016
3 min de lecture

منذ يوم الإثنين 23 ماي بدأت إذاعة تونس الثّقافية في بث ومضات إشهاريّة لاحتفائها بمرور عشرة سنوات على تأسيسها كما صمّم القائم على الصفحة الفايسبوكية للإذاعة بعض الصّور الخّاصة بهذه المناسبة.

كان الاحتفال الرّسمي يوم الجمعة 27 ماي حيث كانت هناك برمجة خاصة انطلقت منذ السّادسة صباحا وتواصلت بصفة استثنائية إلى حدود الثانية فجرا وتمثّلت في خمسة حصص تنشيطيّة مباشرة مدّة كلّ واحدة منها أربعة ساعات وكان التنشيط ثنائي ماعدا الحصّة رقم أربعة ,حيث نشّطتها سماح قصد أللّه وقد تمّ خلالها وبحضور الشّاعر محمد الخالدي والكاتب والنّاقد محمد جاب أللّه الإعلان عن الفائزين في مسابقة برنامج "أثر الفراشة

تمثّل الاحتفال في استقبال فنّانين مثل سامي دُربز ومنذر بركوس وفرق موسيقيّة وشعراء و أهل الثقافة عموما ,إلى جانب الأجواء الاحتفالية وقع تقييم الإذاعة والتّطرق إلى ما تحقّق وما يجب أن يتحقّق ,كما فُتح المجال للمستمعين لإبداء رأيهم في إذاعة تونس الثقافية وكان المتّصلون تقريبا من شتّى أنحاء الجمهورية وإلى جانب شهاداتهم وتقديم ملاحظاتهم ومطالبهم في شأن إذاعة تونس الثقافية عبّروا على استيائهم من بقية الإذاعات العمومية التّي أصبحت تُحاكي الإذاعات الخاصة.

مثّل الحفل التّكريمي الّذي نظّمته إذاعة تونس الثقافية بداية من السّاعة الحادية عشر صباحا وإلى حدود منتصف النّهار أهمّ حدث في كلّ هذه الاحتفالات وقد وقع بثّه مباشرة على موجات الإذاعة.تمثّل الحفل في إستقبال عددا من أهل الثقافة ومن المنتجين والتّقنيين والإعلاميين بمؤسسة الإذاعة التّونسية وتكريم المديرين السّابقين و من ساهموا و واكبوا انطلاق مسيرتها من إعلاميين وتقنيين , كما وقع تكريم المثقفين الحاصلين على جوائز دوليّة

ما قامت به الإذاعة الثّقافية في هذا الاحتفال يُحسب لها ويجب أن يكون مثال يُنسج على منواله من طرف الإذاعات الثمانية ولكن هذا لا يمنع من الإشارة إلى بعض النقائص: _ بخصوص الحصص التنشيطية لاحظت غيات التكامل والتّناسق والتّنسيق بين المنّشطين, هناك من داوم على إفتكاك الكلمة لزميله وقاطعه بدون موجب وكأنّهما في مباراة كلامية والمنشطيْن اللذيْن رأيت بينهما تكاملا هما فاطمة الرزقي ورمزي العمدوني مع العلم أنّني لم أتمكن من متابعة ناظم هاني وفاتن الصّالحي. _ كم وددت وكم طاقت روحي لسماع ترّحم السّيد الرّئيس المدير العام للإذاعة التونسية على روح الإعلامي المرجع عادل موتيري في كلمته خاصة عندما تطرّق إلى الصحفية نجيبة الحمروني التّي كنّا يومها نرجو لها الشفاء واليوم لا يسعنا إلاّ أن نرجو لها الرّحمة ونيل فراديس الجنان. _ وأنا أستمع إلى أسماء المكرّمين كم وددت أن يكون من بينهم الإعلامي الفذّ البشير رجب والأستاذ المنجي الشّملي بما أنّ إحدى تدوينات الأستاذ أحمد الحذيري التّي جاءت تحت عنوان "شتاتُ الأيّام...ومُختصرُ اليوميّات..." التّي أوردتها "حقائق أون لاين" بتاريخ 01 أفريل 2016 يذكر لنا مجهوديْهما في إعطاء التوجيهات ,كما أنّ الأستاذ المنجي الشّملي قام بإنتاج برنامج عن الأدب المقارن ولو أنّ حلقاته لم تتجاوز الثلاث ,إضافة إليهما وددت تكريم الأستاذ عبد العزيز شبيل بما أنّ الرّجل كان من المنتجين منذ انطلاق بثّ الإذاعة وهو أيضا إسما لامعا لا يُمكن تجاوزه في الإذاعة التّونسية. _ وأنا أستمع إلى إسم الإعلامي المرجع حبيب بلعيد كم وددت أن تكون هذه المناسبة ومثيلاتها فرصة ليجتمع فيها أبناء الإذاعة اللّذين صنعوا مجدها وهم كثر لا يتّسع المجال لذكرهم كلّهم لكّن أسماؤهم عالقة بالذاكرة الشعبية !!

إذاعة تونس الثقافية وليالي الإذاعة والتلفزيون في دورتها الأولى,الومضة الإشهارية لهذه "التظاهرة" لم تبث على موجات الإذاعة إلاّ بعد منتصف نهار يوم الجمعة وأعتقد أنّه وقع توظيف إحتفال إذاعة تونس الثقافية من طرف الإذاعة التّونسية بطريقة إعتباطية وغير مدروسة وهي حركة إستفزازية من طرف الإذاعة التّونسية لأنّه واقع الإذاعة التّونسية وأيضا التلفزة التّونسية لا يدعو لإقامة الليالي الملاح خاصّة في لافيات ... !!!!!