top of page

POST RÉCENTS : 

إذاعة المنستير بين الأمس واليوم ...

  • هدى بن الحاج سالم
  • 19 juil. 2016
  • 2 min de lecture

إذاعة المنستير أنجبت أسماء إعلامية كبيرة أفادت وساهمت في صنع مجد بقية الإذاعات العمومية الأخرى خاصّة منها المركزية و التلفزة و حتّى الإذاعات الخاصّة.على امتداد سنوات عدّة ساهمت إذاعتنا في الارتقاء بالإعلام المسموع مضمونا وذلك من خلال برامجها المتنّوعة والمتعدّدة في كلّ المجالات والمُلبية لكلّ الرغبات و المُعتنية بكل فئات المجتمع وبكلّ الأجيال وأمّا على المستوى الشكل فإنّ إذاعة المنستير كانت رائدة في مجال الارتقاء بالفن الإذاعي وحقّقت تطوّرا لم تقدر الإذاعات الأربعة المركزية على بلوغه إلى يوم النّاس هذا !! فمنذ سنوات أنشأت إذاعة المنستير فريقا خاصا بالإكساء والتسويق الإذاعي متكوّن من إعلاميين وتقنيين و منذ سنوات دأبت عروس البحر على ذكر أسماء التّقنيين إلى جانب الإعلاميين في الألحان المميزة للبرامج حتّى لو كانت برامج من فئة الومضة.

لكن بعد الثورة وإن حافظت الإذاعة العمل على الجانب التّقني فإنّ جانب المحتوى قد بدأ في التّقهقر حتّى بلغ مداه في شهر فيفري من سنة 2016 حيث أضحت البرامج -حتّى وإن حافظت على تنّوعها –سطحية وتقهقر جانب البحث و التّعمق وأصبحت الإذاعة تستخف بمستمعيها وهيمن على أغلب برامجها الطّابع التّجاري والفلكلوري وحادت على مخاطبة العقل والقلب كما دأبت على فعل ذلك على إمتداد سنوات عدّة و قد شهد الجانب اللّغوي انهيار كبير حيث تقلّص استعمال اللّغة العربية الفصحى أو العامية المهذبة ووقع تعويضها بلغة هجينة لم يعتد عليها مستمع إذاعة المنستير ومستمع الإذاعة التونسية عموما و أضحت لغة الشارع إلى جانب عبارات بالّلغة الفرنسية وربما حتّى الأنجليزية ,حيث أصبحت البرامج تحمل عناوين متأتية من "لغة" الشارع أو لغة فرنسية أو حتّى أنجليزية أو أرقام على شاكلة الإذاعات والتّلفزات الخاصة وكأن من أبدعوا بالأمس تلك العناوين الجميلة ذات المعاني والعبارات ذات الدّلالات العميقة عجزوا اليوم على الجود بأمثالها و أصبحت اللّغة السائدة هي "لغة" عامية ركيكة ممزوجة بعبارات فرنسية وفي أكثر الأحيان لا تمت للّغة الفرنسية بأية صلة وكأنك لم تفتح إذاعة بل فتحت نافذة منزلك على الشّارع واقتصرت اللّغة العربية على مواجيز ونشرات الأنباء أو بعض البرامج المسّجلة أو المباشرة ذات الطّابع الدّيني و الثقافي, ثقافة؟؟؟ !!! برامج ثقافية في إذاعة المنستير؟؟؟ !!!..

من مظاهر تراجع إذاعة المنستير استغناؤها على برنامج "نادي المستمعين" , ذاك البرنامج الّذي كان يُعتبر مرآة للإذاعة وأداة تواصل بينها وبين مستمعيها أين يقع تقييم البرامج والإعلاميين والمنتجين وكلّ تجارب الإذاعة من طرف المستمع على الهواء مباشرة و كان يتعاقب على هذا البرنامج عديد الإعلاميين في مختلف شبكات السنة ووقع استبداله اليوم ببرنامج يحمل عنوانا بالفرنسية !! وما عدا يولي كثير من أهمية لبرامج إذاعة المنستير بل أصبح يتناول الإعلام في العموم.

من أبرز ما طرأ على إذاعة المنستير اليوم الاستغناء على العديد من الكفاءات ممن ساهموا في صنع مجدها على إمتداد حوالي الأربعين سنة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة إظافة إلى تهميش العديدين وهي التّي كانت بالأمس تولي أبناءها مكانتهم اللائقة بهم .

بالأمس كانت المّادة المنتقاة للتّزويق هادئة و يغلب عليها طابع الإفادة ولفت إنتباه المستمع إلى مختلف البرامج أما اليوم فأضحت مزعجة تُركّز على إثارة المستمع

بالأمس كانت الصفحة الفيسبوكية للإذاعة تحمل إسم "إذاعة المنستير_ Radio Monastir " و اليوم أضحت تحمل إسم "Radio Monastir "

هذه لا تعدو أن تكون أبرز الخطوط العريضة لحال الإذاعة الجهوية بالمنستير بين الماضي و الحاضر في حين أنّه لو تعمقنا و حلّلنا واقعها أكثر فإن الأمر أسوأ ممّا ورد .


Comentários


صفحتنا على الفايسبوك

مقالات العدد

© 2016-2017 Sana Mahfoudhi

صدى الاذاعة التونسية

  • b-facebook
  • Twitter Round
  • Instagram Black Round
bottom of page