top of page

POST RÉCENTS : 

كلام..كلام.. إلى أولي الأمر.. إرفعوا كمامة الظلم عن صوت علياء رحيّم

  • بقلم: آمال مختار
  • 19 juil. 2016
  • 3 min de lecture

ثمة حدّ تبلغ فيه الأمور مستوى لا يمكن بعده الصمت أو اللامبالاة. وهذا المستوى الأقصى، بلغة الاعلام، من حيث الفوضى التي باتت تسود القطاع بصنفيه الخاص والعام. وإذا ما تركنا الاعلام الخاص جانبا باعتباره بات سوقا لمزايدات أصحاب رؤوس الأموال التي تعمل وفق اجندات تابعة لهذا أو ذاك فإنني سأتحدث في هذه الورقة عن الإعلام العمومي الذي يعاني الفوضى بشكل آخر يتمثل في غياب الرجل المناسب في المكان المناسب وبأكثر دقة غياب المسؤول الذي يجمع بين خبرته في القطاع من ناحية وبين قدرته على الادارة والتسيير إلى جانب ايمانه بدور الاعلام العمومي في خدمة الوطن خاصة في مثل هذه الظروف الحرجة التي تمرّ بها البلاد من حيث تخلف العقليات وتراجع المستوى الثقافي عند أغلبية الشعب. وأزيد في تضييق دائرة اهتمامي لأتحدث عن دور الإذاعات التي تظل أكثر إقبالا من الناس مقارنة مع الإعلام المكتوب ولهذه الاذاعات الدور الكبير في صنع الرأي العام وفي تشكيل مواقفه السياسية إلى جانب الدور المعهود وهو التثقيف والإعلام والترفيه... وإذ تراجعت مراتب الاذاعات التابعة للمؤسسة الوطنية نتيجة المنافسة غير المتكافئة مع الإعلام الخاص (الاذاعات الخاصة) فإن هناك سببا آخر ساعد على هذا التراجع وهو ما يحدث من تجاوزات وتصفيات حسابات داخل أغلب الاذاعات الجهوية إذ لم يكن كلّها... وأخصّ بالذكر هنا ما حدث ويحدث منذ مدّة في إذاعة المنستير التي كانت من الاذاعات التي تحتل المراتب الأولى من حيث نسبة الاستماع وإذا بها تتراجع إلى آخر المراتب والسبب، حسب ما أفادتني به الزميلة علياء رحيم، يعود أوّلا إلى غياب المسؤول الكفء الذي يدير المؤسسة وفق رؤية شاملة هدفها الأوحد هو تحقيق النجاح إلى جانب دخول جوانب أخرى مثل العقد البشرية (غيرة وحسد ونفاق ومحسوبية بين العاملين في الاذاعة) لتزيد من تعكير الجوّ وجعله غير صالح بالمرّة للعمل ممّا دفع اذاعية ناجحة ونشيطة مثل علياء رحيم إلى الاستقالة من دورها كمنشطة لأجمل البرامج الاذاعية التي عرفت بها هي ومن خلالها إذاعة المنستير مثل برنامج «بشائر الصباح» أو برنامج «نوار عشية»، وهي برامج مباشرة تنشيطية تثقيفية وترفيهية تعالج مختلف القضايا الاجتماعية والفنية وغيرها من القضايا التي تهمّ المستمع ابن الجهة والمستمع لهذه الاذاعة عموما. وإذ أركز على موقف الزميلة الإعلامية علياء رحيم التي كتمت صوتها بنفسها لتعمل كموظفة في الإذاعة فذلك لأن ما حدث لها من هرسلة خطيرة من ناحية على الاعلامي الاذاعي الذي يؤمن بأن التنشيط الاذاعي موهبة لا تدرّس في معهد الصحافة ومن ناحية أخرى لأن هذه الهرسلة يمكن أن تحدث لأي إعلامي إذا تواصل الصمت وتجاهل الأمر.. وحتى يكون القارئ على اطلاع ألخص قضية الزميلة علياء والتي انطلقت من تعرضها إلى التهديد بالقتل من طرف بعض المتطرفين دينيا والذين ابلغوها ذلك عن طريق بعض زملائها في الاذاعة أو من خلال مطاردتها في مناسبتين وعندما ابلغت المنشطة المذكورة الأمر إلى المسؤولين في اذاعتها قابلوها بالتجاهل. اخذت احتياطاتها الخاصة في حماية نفسها لكنها لم تتراجع في مواقفها السياسية التي كانت تعلنها مباشرة عبر الاذاعة. الأمر يظل محتملا إلى هذا الحدّ.. أمّا أن يصبح العمل الإذاعي مصوّرا فهذا ما لم تقبله المنشطة علياء المهددة أصلا بالقتل من خلال صوتها واسمها فما بالك اذا ما انتشرت صورتها على صفحة الاذاعة من خلال شبكة الأنترنات.. رفضت علياء العمل أمام الكاميرا لهذه الأسباب أوّلا وثانيا لأنها من الأساس اختارت العمل الاذاعي والا كانت عملت في التلفزيون. لم تتقبل إدارة الاذاعة مناقشة ظروفها وموقفها وصنع هذا الموقف حزازيات بين الزملاء ... وأخيرا وجدت علياء الحلّ في أن تعمل في ظروف سيئة وغير مريحة تفاديا لمواجهة الكاميرا... ورغم ذلك تفاقمت الهرسلة من بعض الزملاء من ناحية ومن الادارة من ناحية اخرى إلى درجة دفعت الاذاعية إلى التخلي عن متعتها الوحيدة في العمل وهي التنشيط... وفي ظل الصمت العام من ناحية وتخلي بعض الأوفياء من زملائها عن الدفاع عنها وفي ظلّ إشعال نار الفتنة من طرف زميلة فشلت في النجاح كمنشطة من ناحية أخرى تحوّلت القضية إلى صراع بين الأجيال صلب المنشطين وبقي الوضع على حاله منذ عدّة أشهر دون أن يهتم المسؤول الأول في اذاعة المنستير بالبحث في القضية لحلّ الاشكال واعادة الاعتبار للزميلة علياء رحيم التي أفنت عمرها أمام الميكروفون... ولأن الأمر ليس بخاص بل هو عام يهمّ الجميع فإنه على كل المسؤولين من السيد المدير العام للاذاعات إلى المدير الجهوي، إلى لجنة «الهايكا» التدخل السريع لرفع هذه المظلمة عن منشطة قديرة ومعطاءة وناجحة مثل علياء رحيم حتى لا يتكرّر هذا الأمر مع آخرين ناجحين يخلق لهم نجاحهم أعداء....

Commentaires


صفحتنا على الفايسبوك

مقالات العدد

© 2016-2017 Sana Mahfoudhi

صدى الاذاعة التونسية

  • b-facebook
  • Twitter Round
  • Instagram Black Round
bottom of page