top of page

POST RÉCENTS : 

إنهيار البعد الثقافي بالإذاعة الجهوية بالمنستير

  • هدى بن الحاج سالم
  • 19 juil. 2016
  • 4 min de lecture

يوم الاحتفال الرسمي لإذاعة تونس الثقافية بعشريتها الّذي وافق يوم الجمعة 27 ماي 2016 تطرّق الإعلامي والكاتب والناقد سمير بن علي إلى الإذاعات التي كانت تولي الثقافة قيمة ضمن برمجتها قبل نشأة الإذاعة الثقافية وسمّى إلى جانب إذاعة أو إذاعتين أخرتين الإذاعة الحهوية بالمنستير, وأنا أصغي إلى هذا الكلام أحسست ببعض اللّوعة والحسرة بإعتبار أنني كمستمعة كنت شاهدة على ذلك البعد الثقافي االّذي كانت تتمتّع به إذاعة المنستير وأنا اليوم أشهد تصحّرها الثقافي.

عبد العزيز شبيل في الوسط

أذكر جيّدا أنّ الإعلامية علياء رحيم قالت ذات مرّة عبر المصدح أن الإذاعة لا تخصص مصلحة خاصة بالثقافة نظرا لتوجه الإذاعة العامة الّذي يعتمد ويوظّف البعد الثقافي في مختلف البرامج وقد أصابت.

محمد الشتيوي

إذاعة المنستير كانت تخصص لمختلف الفنون حصصا مباشرة أو مسجلة وقد أنتج بها عديد المثقفين مثل القاص الحبيب المرموش والكاتب محمد البدوي والمسرحي رضا عزيّز والفنان التشكيلي محمود قفصية و الشاعرة إيمان عمارة و المسرحي علاء الدين أيوب و الكاتبة آمنة الرميلي والشاعر محمد بن صالح و....إلى جانب ذلك أنتج عديد الجامعيين عدّة برامج متخصصة من أمثال محمد الشتيوي الّذي أنتج ومازال ينتج برامج في مجال التثقيف الدّيني وكانت برامجه التي ارتبطت ولازالت ترتبط بيوم الجمعة وبشهر رمضان والأعياد الدينية و قد تنوعت بين البرامج المسجلة والمباشرة وبين البرامج الممتدة في الزمن والبرامج من فئة الومضة , أيضا من الأسماء الإذاعية العملاقة في مجال الثقافة الّذي إرتبط إسمها بإذاعة المنستير وساهمت في نشأة إذاعة تونس الثقافية عبد العزيز شبيل وقد أنتج برامج متعددة ومتنوعة في مختلف الشبكات و تراوحت بين المسجل والمباشر و البرامج التي تصل إلى الساعتين أو تلك البرامج من فئة الومضة التي أثثت حتّى برنامج "بشائر الصباح" , كما تميّز ببرامجه بمراوحته الأدبية و الشعرية التي تجنّح بفكر المستمع وتجعله يحلق للحظات في عوالم من الإمتاع والسحر و كما يعلم مستمع إذاعة المنستير وأيضا مستمع إذاعة تونس الثقافية منذ تاريخ الثورة غادر عبد العزيز شبيل الإنتاج الإذاعي , من الأسماء الأخرى جميل بن علي الذّي ساهم أيضا في نشأة إذاعة تونس الثقافية وأشرف على إدارة كل من إذاعة المنستير والإذاعة الثقافية في حقبة ما و سعد برغل الّذي لازال ينتج إلى اليوم بإذاعة تونس الثقافية و كانت برامجهم المختلفة تستدعي أهل الثقافة و الإبداع و الجامعيين و تغوص معهم في قضايا وطنية وعربية ودولية بطريقة ببسيطة تجعل من برامجهم مستساغة من طرف عامة المستمعين على مختلف مؤهلاتهم الفكرية.

الثقافة المجسمة في مختارات من عذب الكلام من أدب وشعر وحكم وأمثال وأحاديث نبوية وآيات قرآنية لوّن ويلوّن بها البخاري بن صالح صباحات والأمسيات الرمضانية للإذاعة أمّا الحبيب دغيم الّذي كان يتداول مع البخاري بن صالح في "تحية رمضان" بطريقته الخاصة التي تعتمد ايضا عذب الكلام و الّذي أنتج أيضا برامجا تثقيفية من قبيل برنامج يعتني بثقافة الشعوب غادر الإنتاج وبقي المستمع يطرح أسئلة دون الظفر بإجابة.

في مجال الثقافة أنتج عامر بوعزة سهرة ثقافية مباشرة إسمها " سفر على سفر" حيث كانت ملتقى لكلّ أنواع الفنون و لشتى أنواع المشتغلين في القطاع الثقافي و أنتج فوزي الصخيري برنامجه الشهير الّذي يعنى بالسينما وما شابهها " عالم الصورة" و أنتجت على إمتداد سنوات عدّة علياء رحيم تلك المجلّة الثقافية المسموعة مساء كلّ يوم السبت التيّ كان أسمها " نوارس المساء" ثم "ضفاف" وبها كانت أمسيات السبت عذبة بما تحتويه من مادة موسيقية وشعرية ومسرحية وتزويق وإكساء وإستضافات ومتابعات للمهرجانات و اللقاءات لأدبية والشعرية وقد كانت علياء رحيم تخصص تقريبا كامل الأمسية لمتابعة ونقل اللقاء السنوي لمجلّة "قصص" وأنتج الأسعد العياري سهرات ثقافية حوارية وأنتج المرحوم عبد العزيز فتح ألله تلك السهرة مساء كل سبت "خزائن الألحان".

وأنتجت على موجات إذاعة المنستير برامج تعتمد على المسابقات الثقافية ارتبطت أساسا بإسم شكري الصكلي ومنوعات تستضيف الفنانين الشباب مع إيناس الغرياني إضافة إلى الفنون الشعبية التي إمتاز بمواكبتها كل من حسين الحاج يوسف ورابح الفجاري دون نسيان المنوعات و متابعة المهرجانات بمختلف توجهاتها الثقافية.

الثقافة على موجات عروس البحر أوجدت لنفسها مكانا في "بشائر الصباح" حيث إضافة إلى الفقرات التي أثثت البرنامج لزمن ليس بالقليل و إضافة إلى المادة الموسيقية الراقية وإلى المستوى اللّغوي واقتفاء أثر الأخبار الثقافية كان يافت بن حميدة يقدّم الكتب و يتحدّث عن الكتّاب و يهدي المستمع بعض المقتطفات و كانت ربح عبد اللاوي تبرمج قصيدة , أما علياء فكانت تقترح شتى أنواع الفنون في بشائرها وتتحدّث لمستمعيها عمّا قرأته وعمّا شاهدته وعمّا سمعته وعمّا تحلم به وتوفيق بما يقترحه من موسيقى ومن عبارات فهو ينطلق بمستمعيه إلى فضاءات أخرى أرحب .

و اليوم ماذا بقي من كلّ هذا؟ فمن الجامعيين لم يبقى إلاّ محمد الشتيوي ببرنامج من فئة الومضة " تلك آيات الكتاب المبين" الّذي يبث صبيحة كل يوم جمعة و برنامج " زاد الطريق " الّذي ينتجه رفقة الأسعد العياري الّذي تُشعرك الإذاعة بأنّها مستعدة في كلّ وقت للاستغناء عليه وذلك من خلال التقصير في زمنه و تغيير وقت بثه , كما إنضاف إسم الجامعية أميرة غنيم التي بدأت بإنتاج مادة ثقافية جيدة سواء بفقرة في بشائر الصباح أو مختلف برامج أخرى أنتجتها رفقة ربح عبد اللاّوي لكن صّدمت بمستوى اللغة المستعملة بينها وبين جامعيا وهي لغة تشبه اللغة التي نتحدّث بها اليوم و كان ذلك في إطار برنامجا يهتم بالجامعة التونسية , من المنتجين لم يزل إلاّ البخاري بن صالح و الأسعد العياري الّذي عجزت الإذاعة على توفير ظروف ملائمة له للقيام بسهرة ختامية للمسابقة الشعرية " أمير الشعراء" التّي انتجها خلال شبكة شتاء ربيع المنقضية قصد تكريم الأربعة شعراء المتوجين و تكريم لجنة التحكيم مما جعله يؤجل السهرة إلى وقت لاحق عندما تتوفر الظروف قصد تقديم حصة ختامية تليق بالشعر وبالمسابقة وبالشعراء المتوجين وفق ما أعلم به مستمعيه في أول حصة له من برنامجه " عزف على أوتار الليل" و إذا أضفنا إلى كلّ هذا المستوى اللغوي المنبعث من إذاعة المنستير والسطحية في مختلف المنوعات التّي يقال أنّها ثقافية التّي لا تعدو ان تكون مجرد متابعات فلا يمكن أن نستنتج إلاّ إنهيار ذاك البعد الثقافي الّذي إشتهرت به إذاعة المنستير لعشرات السنين.


Commentaires


صفحتنا على الفايسبوك

مقالات العدد

© 2016-2017 Sana Mahfoudhi

صدى الاذاعة التونسية

  • b-facebook
  • Twitter Round
  • Instagram Black Round
bottom of page