برنامج قال الرّاوي:حصّة تدريب على المُطالعة

"قال الراوي" هو برنامج من إنتاج محمد آيت ميهوب يُبثّ كلّ يوم إربعاء من الثامنة إلى التاسعة ليلا و يُعنى بالقصّة .قبل الخوض في محتوى وتفاصيل البرنامج أوّد الإشادة بجمال اللّحن المميّز فهو يسنفزّك ويدعوك للإصغاء و الإكتشاف. هذا البرنامج هو عبارة على ناد مسموع للقصّة حيث يقترح صاحب البرنامج قصّة قصيرة لكاتب ثمّ يقع مناقشة بناؤها ومضمونها مع صاحبها أو مع ناقد.طبعا وجود برامج للمطالعة المسموعة ليس جديدا على الإذاعة التّونسية عموما والإضافة تكمن في جانب النّقاش. في زمن نشتكي فيه قلّة إن لم نقل انعدام المطالعة,هذه الإذاعة تجلب إليك ناد للقصّة حيث أنت فقد يكون المستمع في قضاء أي شأن من شؤونه وفي أيّ مكان بإمكانه المشاركة في المطالعة والنّقاش بواسطة الإستماع. ويكمن بعدُ التّرغيب في المطالعة من خلال منهجيّة هذا البرنامج الّذي لم يكن محوره التّعريف بإعمال جديدة و بقصّاصين تونسيّين بل كانت الأسماء متنوّعة من حيث المكان والزمان فعلى سبيل المثال إقترح على المستمع إحدى قصص محمود تيمور,قصّة " النّمور في اليوم العاشر" للكاتب السّوري زكريا تامر,قصّة "لؤلؤ في الطّريق" للكاتب الفلسطيني غسّان كنفاني الّذي وقع إغتياله سنة 1972 بحضور النّاقد عبد الرّزاق الحيدري.بالنسبة للقّصة التّونسية إقترح على سبيل المثال قصّة "دموع القمر" لمصطفى خريّف التّي صدرت في مجلّة "العالم الأدبي" سنة 1930 بحضور النّاقد رشيد القرقوري, إحدى قصص رشيدة الشّارني, "ما بك يا عصفور؟" لبلقاسم الهمّامي,"الكفّ السّفلى" لبسمة الشّوالي بحضور النّاقد رضا بن صالح,قصّة محمد الخمّوسي " عندما يُغربل التراب" بحضور كاتب قصص للأطفال عماد الجلاصي ,"رغبة" لنجيبة الهمّامي من مجموعتها " ليلة رأس ميدوس" كما خصّص إحدى حصصه لاستضافة رائد القصّة التونسية القصيرة المعاصرة بوراوي عجينة قصد التّعريف به والحديث معه عن القصّة التونسية .صاحب البرنامج لم يسن قاعدة بخصوص قرائة النّص فقد يقرأ هو كامل النّص وقد يّشارك فيه إن كان يحتوي حوارا فقد كانت لكلّ حصّة خاصيتها.هذا البرنامج هو مفيد جدّا لمن لهم موهبة في كتابة القصّة القصيرة حيث يمنحهم بعض من التأطير من خلال المطالعة و التعريف ببعض تقنيات الكتابة كما يُعرّف بالكتّاب والنقّاد في هذا المجال. ما ألاحظه لصاحب البرنامج هو إطنابه أحيانا في التّعريف بصاحب النّص أو بالنّاقد ممّا يجعل الوقت المخصّص لمناقشة والغوص في النّص قصير, ثمّ هو لا يولي برنامجه أهمّية من حيث الإشهار والتسويق وأعتقد أنّه بإمكانه الإشهار لحصّته عبر صفحته الفايسبوكية كما يفعل كثير من المنتجين. بالنسبة للإذاعة فهي تُؤكد ما يتداوله كتّاب القصّة من حيث تهميش هذا النوع من الإبداع مقارنة بالرواية والشعر فهي لا تُبرمج هذا البرنامج ضمن التسجيلات على موقعها الإلكتروني. برنامج "قال الرّاوي" هو برنامج مهمّ ومفيد وعلى صاحبه والإذاعة الاعتناء به أكثر وإلاءه المكانة التّي يستحقّها.

#ملفالعدد