top of page

POST RÉCENTS : 

قراءة في برنامج أثر الفراشة

  • هدى بن الحاج سالم
  • 8 juin 2016
  • 3 min de lecture

خلال برمجة خريف 2015 و شتاء _ربيع 2016 خصّصت إذاعة تونس الثقافية برنامجا لاكتشاف المواهب من فئة الشباب اللّذين تتراوح أعمارهم بين ثمانية عشر وخمسة وثلاثين سنة في مجلات القّصة والشّعر والموسيقى. هذا البرنامج يحمل إسم "أثر الفراشة" من إنتاج الإعلامية سماح قصد اللّه وهو برنامج يبثّ كلّ يوم سبت من السادسة إلى الثامنة مساءا وتألّفت لجنة التقييم والتحكيم من النّقاد والكاتب محمد جاب ألله فيما يخصّ القصّة والشّاعر محمد الخالدي بخصوص الشّعر وكان من المنتظر أن يكون في مجال الموسيقى البشير السّالمي وفق صاحبة البرنامج إلاّ أنّه لم يحضر أيّ حصّة.برنامج كهذا يقوم بالأساس على المادة الّتّي يُرسلها المشاركون اللّذين هم المستمعون كان يلزمه إشهارا وبعض من التّسويق,لذلك خُصّصت له صفحة على موقع التواصل الإجتماعي الفايسبوك تحمل إسم "برنامج أثر الفراشة" إلى جانب ومضة إشهارية على موجات الإذاعة تمرّر عدّة مرّات على إمتداد الأسبوع وذلك قصد التعريف بالبرنامج وبكيفية التواصل وإرسال الأعمال بالبريد العادي أو بالبريد الإلكتروني وأيضا الحضور لمن يرغب ويقدر على ذلك.شخصّيا كنت أعتقد أنّه ستكون هناك عمليّة فرز وإنتقاء وتقويم وإصلاح للأعمال قبل تقديمها مباشرة على الإذاعة بإعتبار الصلّة التي ربطتني لسنوات سابقة كمستمعة ببرنامج "مع أدبائنا الشبان" الّذي أنتجه أستاذنا المنجي الشّملي على موجات الإذاعة الوطنيّة رفقة المرحومة هند عزّوز ثمّ فيما بعد مفيدة زهاق,إلاّ أنّني تفاجئْت بتقديم أصحاب النّصوص لأعمالهم خامّة بكلّ ما تحتويه من شوائب من كلّ النواحي وهذا أعتبره شخصيّا شجاعة من البرنامج. بعد سماع هذه النّصوص يقدّم المحكّمين ملاحظاتهما وتقييمها ونصحهما وهنا لا يمكنني أن أتجاوز طريقتها في الغوص في النّصوص وتناولها من شتّى الجوانب وخاصة تقديم النّصح للمشاركين بخصوص كيفيّة المطالعة والقراءة وكيفية ممارسة فعل الكتابة وكيفية إيجاد التأطير و التوجيه وهذا إن كان في الظّاهر مقدّما للمُشارك فهو أيضا وبطريقة غير مباشرة مقدّما لمجموعة أخرى من المستمعين من مختلف الأعمار اللّذين يكتبون أو يريدون أن يصبحوا كتّابا وهذا جعل البرنامج بمثابة حظيرة بناء ثقافي.

الشّاعر محمد الخالدي مدير بيت الشّعر التّونسي

الأديب والنّاقد محمد جاب ألله

كان المشاركون من الجنسين من أعمار ومن فئات وجهات مختلفة وكانت فئة الطلبة هي الفئة الغالبة وقد كانوا من إختصاصات متنّوعة, كما سُجّل مشاركة طالب فلسطيني .صاحبة البرنامج أعطت الفرصة لكلّ من إتصّل بها وعبّر على رغبته في المشاركة رغم عدم توفّر شرط السّن فيه حيث شارك في الحصّة كهل من الكاف وقدّم نصّا شعريّا , كما وقع تشريك فتاة صغيرة من سيدي بوزيد بنصّ نثريّ برغبة من والدتها ,أيضا شاركت ربّة بيت من جهة السّاحل وقدّمت أغنية وطنية من إنتاجها كلمة وتأديّة, كما أعطت الفرصة لشباب في إختصاصات أخرى مثل الفنّ التشكيلي والتصوير الفوتغرافي للتّعريف بمواهبهم ونشاطاتهم وبهذا كان برنامج "أثر الفراشة" بمثابة حاضنة ثقافية لشباب تونس. لكن هذا البرنامج كان بالإمكان أن يكون أكبر حجما وأرحب وأكثر وقْعا في الوسطين الإعلامي والثقافي لو بُذل أكثر مجهودا في التّعريف والبحث حيث كان بالإمكان التّنسيق والتعاون أكثر مع المؤسسات التربوية والجامعية والثّقافية خاصة في الجهات الدّاخلية وهذا في إعتقادي خلل لا تتحمّله صاحبة البرنامج وحدها بل الإذاعة لها النصيب الأكبر خاصّة إثر مشاهدتنا لموهبة الفتاة التونسيّة المشاركة في برنامج "قصاحة" غادة تهيمش و طرح التسؤال حول أي دور للإعلام التونسي تُجاه هذه النوعية من المواهب فقد كان بالإمكان أن تكون هذه الفتاة التّي أبهرتنا إحدى المشاركات في برنامجنا.من النقائص الأخرى لا موقع الإذاعة على الإنترنت ولا صفحتها على الفايسبوك تذكران هذا البرنامج وكان بالإمكان على الأقلّ إدراج تلك الومضة الإشهارية المسموعة بصفحة الإذاعة.أيضا من النقائص الأخرى الموجّهة لصاحبة البرنامج هي صفحة البرنامج على الفايسبوك حيث يُفترض عندما ننشئ صفحة نُدرج بها مادة يستفيد منها زائر تلك الصفحة وتلّخص له أبرز ما أحتوته مختلف حصص ذلك البرنامج خاصة إذا كان من غير المستمعين ولكن صفحة برنامج "أثر الفراشة" لا تحتوي إلاّ تفسيرا لكيفية المشاركة والعناوين المخصّصة لذلك ,مقالا في إحدى الصحف الأسبوعية التّونسية تحدّث عن هذا البرنامج عند إنطلاقه ,فكرة عن أوّل مشارك والباقي هي إعلانات لإنطلاق بث البرنامج حتّى المُحكّمين لا يقع ذكرهما و لا حتّى وضع صورة لهما. ختاما أعتقد أنّ برنامج " أثر الفراشة" بإمكانه أن يكون مشروعا ثقافيّا وطنيّا خاصة في هذا الوضع بالذّات وعليه فإنّ الإذاعة مدعوة للنظر وتقييم هذه النسخة الأولى والعمل على تطويرها وإعطاء البرنامج حظوة أكثر وذلك خاصة من خلال التسويق و التّنسيق و التّعاون مع الهياكل التّي وقع ذكرها آنفا ولما لا الإذاعات الجهويّة الخمسة وإذاعة الشباب.

الإعلاميّة سماح قصد الله

Comments


صفحتنا على الفايسبوك

مقالات العدد

© 2016-2017 Sana Mahfoudhi

صدى الاذاعة التونسية

  • b-facebook
  • Twitter Round
  • Instagram Black Round
bottom of page