شعار إذاعة المنستير

"الصوت الحر" شعار رفعته إذاعة المنستير لسنوات ما بعد الثورة واستعاضت عنه منذ أقل من سنتين بشعار "أحنا اخترناك". صراحة الشعار الاول يليق أكثر بإذاعة المنستير وعبّر أكثر على عمق برامجها واستقلاليّتها ونبل خطابها, أمّا الشعار الثاني فسطحي إلى حدّ كبير وعام ولا نظنّه اعطاها ما تستحق من اشعاع وتميّز. ويبقى السؤال معلّقا ما الذي دفع إلى تبنّي الشعار الثاني والغاء الأوّل؟ وهل في ذلك من رسالة مشفّرة أراد صاحب الشعار إرسالها وتلقّفتها بعض الجهات المسؤولة بكامل القبول والامتنان؟ نطرح السؤال اليوم لأنّنا نجد أكثر من مبرّر لطرحه خاصة أمام تراجع الفضاءات الحواريّة وانحسار البلاتوهات السياسيّة وغياب العمل الاستقصائي والميداني..

-------

ملاحظتنا فيما يخص شعار الإذاعة يدخل في إطار النقد الذاتي المطلوب من أجل الارتقاء بجودة الموجة. ولعلّ ما يلفت هو انّ هذا الشعار لم ينطلق من أبناء الدار بل جاء مسقطا في إطار توجّه عام شمل مختلف الإذاعات وهو توجّه فيه ما فيه من سلبيّات. وأهميّة شعار الإذاعة يكمن في كونه المدخل الذي من خلاله يتحدّد التوجّه العام للإذاعة. ما أجزم به شخصيا هو أنّ الزملاء في إذاعة المنستير على الأقل لم يدّخروا جهدا من أجل الاجتهاد وتقديم الاضافة والمحافظة على استقلاليّة خطابهم والنأي بأنفسهم عن التجاذبات السياسيّة والإداريّة أيضا, غير أنّ هذا لا ينفي أنّ هامش التحرّك بالنسبة إلينا أصبح مهدّدا في ظلّ محاولات الجذب إلى الوراء والحد من دائرة المباح والتقليص من الفضاءات الجادة والتحقيقات التي تحرّك السواكن والحوارات الجريئة. ما هو مطلوب اليوم هو الانتباه والتسلّح بكلّ الوسائل الممكنة من أجل الحفاظ على المكتسبات وعدم الانخراط في أيّ حركة ردّة مهما كانت.

#مساحةحرة